بيت موقف الإمام الغزالي من علم الكلام ويليه تأملات كلامية في كتاب "المنقذ من الضلال" | تأليف: د. سعيد فودة
- 20 %

موقف الإمام الغزالي من علم الكلام ويليه تأملات كلامية في كتاب "المنقذ من الضلال" | تأليف: د. سعيد فودة

السعر العادي $26.25 USD سعر البيع $21.00 USD

وبعد، فإنني لمّا رأيت أن الكثير من الكتّاب في هذا الزمان يعولون على مواقف الرجال بحسب أفهامهم، أكثر من تعويلهم على النظر في الأدلة وسبر المعاني واختبارها في نفسها، وكان قد تعلق الكثير من الكتّاب في نبذهم لعلم الكلام، ودعوى بطلان الحاجة إليه في هذا الزمان، بحجج وعلل واهية لا تقوم لها قائمة، فقد عزمت بعد على أن أقدم لهم بحوث مفصلة تدحض الشبه التي تعلقوا بها في هذا الباب، وبدأت بتوفيق الله تعالى ببيان موقف الإمام الغزالي من علم الكلام، لما رأيت الكثير منهم يزعم أن الإمام قد رجع عن علم الكلام وأنه حرمه تحريما مطلقا، ومنع الناس من الاستفادة منه، واستبدل الكلام بالكشف والذوق.


ويجد القارئ الكريم والباحث الرصين في هذا الكتاب بحوثا تدور حول هذا الأمر المهم، فوضعت بحثا لي كنت كتبته عن علم الكلام وفائدته وأثره في العلوم، وزدت عليها بعض الزيادات، وجعلتها تمهيدا ومدخلا لهذا الكتاب.


وقد قمت في القسم الذي سميته بموقف الإمام الغزالي من علم الكلام بدراسة نصوص الإمام الغزالي رحمه الله تعالى من مختلف کتبه، وبينت معناها كما هو واضح في أغلبه من كلام الغزالي نفسه، وما كان غير بين فقد استعنت في بيانه على الجمع بين النصوص من الكتب المختلفة لهذا الإمام الهمام، لكي لا يكون اقتراحنا لمعنى معين تحكما محضا بلا برهان، كما قمت بنقد بعض المواضع من كلامه، وهي قليلة جدا، وقيدت إطلاقات كلامه كما ينبغي أن يكون لمن أدرك مرامه.


وقد ألحقت بهذا البحث ملحقين مفيدين في هذا الباب الملحق الأول: رسالة كنت قد أرسلتها إلى بعض أناس ناقشوني في مسائل تتعلق بما نحن فيه، جردتها من الخصوصيات المتعلقة بشخص المردود عليه وأبقيت ما فيه تعلق بالبحث العلمي النافع للقراء عموما. والملحق الثاني : عبارة عن شرح وتعليق على رسالة مشهورة للإمام الخطابي لها تعلق عظ?م بموقف العلماء من علم الكلام، وقد تعلق بهذه الرسالة بعض المجسمة ليوهموا الناس أن علم الكلام مذموم مطلقا الإمام الخطابي، فقمت ببيان الفوائد التي اشتملت عليها رسالته، وبينت بعض مواضع الانتقاد، وهي يسيرة، وأظهرت فيها الجانب الذي يهمنا في هذا البحث، وسوف يخرج القارئ لهذه الرسالة مع التعليقات بإذن الله تعالى باقتناع تام ببطلان ما زعمه بعض المخالفين لأهل السنة من أن الإمام الخطابي يحرم علم الكلام من أصله لما سيراه بعينه من تأييد الخطابي لهذا العلم، وأن موقفه لا يختلف عن موقف أهل السنة عموما، ومنهم الإمام الغزالي، بل سوف يرى بعينه أن بعض الانتقادات التي ذكرها الخطابي ذكرها أيضا الإمام الغزالي، والهدف عندهما واحد.


ووضعت في القسم الثاني دراسة سميتها « تأملات كلامية في كتاب المنقذ من الضلال » ، وهو أحد أهم كتب الغزالي، لأنه قد بين فيه موقفه من العلوم المختلفة بدقة عظيمة، وحللت كلامه تحليلا وافيا، ولم أقصد التطويل، بل اختصرت الكلام ما استطعت إلى ذلك سبيلا. مع الحفاظ على وضوحه وتمام المعنى، بحسب الوسع والطاقة، والإنسان لا يخلو عن النقص والسهو أو الغلط، فلا معصوم إلا الأنبياء والرسل بعصمة الله تعالى لهم.


وقد قمت بإعادة شرح کلام الغزالي في هذا الكتاب، وتوجيهه، وتحديد معانيه اعتمادا على قرائن كافية من كلامه ومعانيه التي بينها في كتبه، ووجهت موقفه من الكشف ( الذوق ) وناقشت كلام من يقول إنه يريد بالكشف أمرا مخالفة للعقل أو الظاهر من النقل، وأبطلت هذه الدعوى بكلام الإمام الغزالي نفسه، وكذلك بينت طريقة الغزالي في الشك في الحسيات والأوليات وكيف خرج منها، وكيف رجع معتقدا بصحة الأدلة العقلية المعتمدة على البديهيات والنظر الصحيح، ولو لم يستفد القارئ من هذا الكتاب إلا هذه المسألة لكفاه.


وقد بينت جهات اعتراض عديدة على علم الكلام تعلق بها الناس، ولم أهتم بعزوها إلى قائليها غالبا، بل اكتفيت بتوضيحها مختصرة وبيان الرد علها باختصار كذلك، وإنما اكتفيت بهذا القدر لأن المقام مقام الكلام عن موقف الإمام الغزالي من علم الكلام، وليس بحثا في نفس العلم ومواقف الناس منه، فكان كلامي دائرا حول هذا الأمر ولا أريد أن أدعي أنني ذكرت أغلب الأمور التي يتعلق بها الناس في ذم هذا العلم المهم الذي اعتبره علماؤنا علم أصول الدين، واعتبروه رئيس العلوم الدينية، وأن جميع العلوم الشرعية تستمد مبادئها منه، ومنهم الإمام الغزالي نفسه، ولكن ما ذكرته موفٍ بالغرض، ويوصل طالب العلم الصحيح القصد إلى مرحلة من إدراك جهات قوة هذا العلم وكيفية الرد على مخالفيه، سواء تعلقوا بمواقف بعض العلماء كالإمام الغزالي أو تعلقوا ببعض المعاني.


وبهذا أرجو أن أكون قد قمت بخطوة كنت أراها منذ زمان لازمة، وأدعو الله تعالى أن يوفقني إلى كتابة كتب أخرى أسد بها الحاجة في هذا الباب، لتظهر للناس فائدة هذا العلم الجليل نظريا وعمليا.


وليس لنا إلى غير الله تعالى حاجة ولا مذهب


د. سعيد فودة

25 رمضان 1429 الموافق 2008/9/20 م


وبعد، فإنني لمّا رأيت أن الكثير من الكتّاب في هذا الزمان يعولون على مواقف الرجال بحسب أفهامهم، أكثر من تعويلهم على النظر في الأدلة وسبر المعاني واختبارها في نفسها، وكان قد...
أضف إلى قائمة الرغبات أضف للمقارنة

طرق الدفع المتاحة

رمز المنتج: Noon1559
الفئات العقيدة
موقف الإمام الغزالي من علم الكلام ويليه تأملات كلامية في كتاب "المنقذ من الضلال" | تأليف: د. سعيد فودة

موقف الإمام الغزالي من علم الكلام ويليه تأملات كلامية في كتاب "المنقذ من الضلال" | تأليف: د. سعيد فودة

$21.00

وبعد، فإنني لمّا رأيت أن الكثير من الكتّاب في هذا الزمان يعولون على مواقف الرجال بحسب أفهامهم، أكثر من تعويلهم على النظر في الأدلة وسبر المعاني واختبارها في نفسها، وكان قد تعلق الكثير من الكتّاب في نبذهم لعلم الكلام، ودعوى بطلان الحاجة إليه في هذا الزمان، بحجج وعلل واهية لا تقوم لها قائمة، فقد عزمت بعد على أن أقدم لهم بحوث مفصلة تدحض الشبه التي تعلقوا بها في هذا الباب، وبدأت بتوفيق الله تعالى ببيان موقف الإمام الغزالي من علم الكلام، لما رأيت الكثير منهم يزعم أن الإمام قد رجع عن علم الكلام وأنه حرمه تحريما مطلقا، ومنع الناس من الاستفادة منه، واستبدل الكلام بالكشف والذوق.


ويجد القارئ الكريم والباحث الرصين في هذا الكتاب بحوثا تدور حول هذا الأمر المهم، فوضعت بحثا لي كنت كتبته عن علم الكلام وفائدته وأثره في العلوم، وزدت عليها بعض الزيادات، وجعلتها تمهيدا ومدخلا لهذا الكتاب.


وقد قمت في القسم الذي سميته بموقف الإمام الغزالي من علم الكلام بدراسة نصوص الإمام الغزالي رحمه الله تعالى من مختلف کتبه، وبينت معناها كما هو واضح في أغلبه من كلام الغزالي نفسه، وما كان غير بين فقد استعنت في بيانه على الجمع بين النصوص من الكتب المختلفة لهذا الإمام الهمام، لكي لا يكون اقتراحنا لمعنى معين تحكما محضا بلا برهان، كما قمت بنقد بعض المواضع من كلامه، وهي قليلة جدا، وقيدت إطلاقات كلامه كما ينبغي أن يكون لمن أدرك مرامه.


وقد ألحقت بهذا البحث ملحقين مفيدين في هذا الباب الملحق الأول: رسالة كنت قد أرسلتها إلى بعض أناس ناقشوني في مسائل تتعلق بما نحن فيه، جردتها من الخصوصيات المتعلقة بشخص المردود عليه وأبقيت ما فيه تعلق بالبحث العلمي النافع للقراء عموما. والملحق الثاني : عبارة عن شرح وتعليق على رسالة مشهورة للإمام الخطابي لها تعلق عظ?م بموقف العلماء من علم الكلام، وقد تعلق بهذه الرسالة بعض المجسمة ليوهموا الناس أن علم الكلام مذموم مطلقا الإمام الخطابي، فقمت ببيان الفوائد التي اشتملت عليها رسالته، وبينت بعض مواضع الانتقاد، وهي يسيرة، وأظهرت فيها الجانب الذي يهمنا في هذا البحث، وسوف يخرج القارئ لهذه الرسالة مع التعليقات بإذن الله تعالى باقتناع تام ببطلان ما زعمه بعض المخالفين لأهل السنة من أن الإمام الخطابي يحرم علم الكلام من أصله لما سيراه بعينه من تأييد الخطابي لهذا العلم، وأن موقفه لا يختلف عن موقف أهل السنة عموما، ومنهم الإمام الغزالي، بل سوف يرى بعينه أن بعض الانتقادات التي ذكرها الخطابي ذكرها أيضا الإمام الغزالي، والهدف عندهما واحد.


ووضعت في القسم الثاني دراسة سميتها « تأملات كلامية في كتاب المنقذ من الضلال » ، وهو أحد أهم كتب الغزالي، لأنه قد بين فيه موقفه من العلوم المختلفة بدقة عظيمة، وحللت كلامه تحليلا وافيا، ولم أقصد التطويل، بل اختصرت الكلام ما استطعت إلى ذلك سبيلا. مع الحفاظ على وضوحه وتمام المعنى، بحسب الوسع والطاقة، والإنسان لا يخلو عن النقص والسهو أو الغلط، فلا معصوم إلا الأنبياء والرسل بعصمة الله تعالى لهم.


وقد قمت بإعادة شرح کلام الغزالي في هذا الكتاب، وتوجيهه، وتحديد معانيه اعتمادا على قرائن كافية من كلامه ومعانيه التي بينها في كتبه، ووجهت موقفه من الكشف ( الذوق ) وناقشت كلام من يقول إنه يريد بالكشف أمرا مخالفة للعقل أو الظاهر من النقل، وأبطلت هذه الدعوى بكلام الإمام الغزالي نفسه، وكذلك بينت طريقة الغزالي في الشك في الحسيات والأوليات وكيف خرج منها، وكيف رجع معتقدا بصحة الأدلة العقلية المعتمدة على البديهيات والنظر الصحيح، ولو لم يستفد القارئ من هذا الكتاب إلا هذه المسألة لكفاه.


وقد بينت جهات اعتراض عديدة على علم الكلام تعلق بها الناس، ولم أهتم بعزوها إلى قائليها غالبا، بل اكتفيت بتوضيحها مختصرة وبيان الرد علها باختصار كذلك، وإنما اكتفيت بهذا القدر لأن المقام مقام الكلام عن موقف الإمام الغزالي من علم الكلام، وليس بحثا في نفس العلم ومواقف الناس منه، فكان كلامي دائرا حول هذا الأمر ولا أريد أن أدعي أنني ذكرت أغلب الأمور التي يتعلق بها الناس في ذم هذا العلم المهم الذي اعتبره علماؤنا علم أصول الدين، واعتبروه رئيس العلوم الدينية، وأن جميع العلوم الشرعية تستمد مبادئها منه، ومنهم الإمام الغزالي نفسه، ولكن ما ذكرته موفٍ بالغرض، ويوصل طالب العلم الصحيح القصد إلى مرحلة من إدراك جهات قوة هذا العلم وكيفية الرد على مخالفيه، سواء تعلقوا بمواقف بعض العلماء كالإمام الغزالي أو تعلقوا ببعض المعاني.


وبهذا أرجو أن أكون قد قمت بخطوة كنت أراها منذ زمان لازمة، وأدعو الله تعالى أن يوفقني إلى كتابة كتب أخرى أسد بها الحاجة في هذا الباب، لتظهر للناس فائدة هذا العلم الجليل نظريا وعمليا.


وليس لنا إلى غير الله تعالى حاجة ولا مذهب


د. سعيد فودة

25 رمضان 1429 الموافق 2008/9/20 م


كتب شاهدها زوار آخرون